حدائق أكدال
حدائق أكدال أو بساتين أكدال هي منتزه طبيعي على مشارف مراكش بالمغرب.و ، وتعد من أكبر
الحدائق بمراكش إذ يرجع تاريخ إنشائها الى القرن الثامن، وذلك في عهد السلطان عبد
المومن ( 63- 1130 م)، أحد سلاطين الدولة الموحدية و التي جعلت من هذه المدينة
عاصمتها.
وقد كان السلطان عبد المومن يهدف من خلال إحداث هذه المعلمة تأمين تزويد عاصمته مراكش بشكل مستمر بالماء والمواد الغذائية الطازجة ، هذا بالاضافة الى خلق فضاء بيئي عن طريق تهيئة منظر طبيعي خلاب عبر مساحة تبلغ حوالي 500 هكتار جنوب المدينة، تجري فيها المياه وتشتمل على فواكه وزهور فواحة بالاضافة الى توفيرها لفضاءات استجمام ونزهة.
وقد أنشئت هذه المعلمة الطبيعية ذات الجمالية الملفتة في مناخ جاف يميز المنطقة، حيث اعتمدت على أسلوب زراعي يروم خلق واحة خضراء في أرض قاحلة مسقية بشكل جيد، ذلك ان مدينة مراكش كانت تستفيد بشكل كبير من المياه الجوفية التي كان يتم جلبها من سفوح جبال الاطلس عبر مسافة تبلغ حوالي 30 كلم، وذلك بواسطة نظام "الخطارات" التي تعتبر شبكة لقنوات تحت سطح الأرض .
ومن خلال نظام سقي معقد ، فإن هذه الصهاريج تزود أيضا عددا من النافورات بالماء بالاضافة الى الصهاريج الصغيرة جدا المتواجدة بأمكنة مضبوطة بحدائق أكدال لتمكين عدد من المساحات الصغيرة القريبة منها من الارتواء.
ويرجح أن يكون الحاج عياش المهندس العبقري لحدائق أكدال، وخاصة الصهريجين الاثنين الكبيرين اللذين يتواجدان بالجانب الرئيسي للموقع. ففي الجهة الشرقية يوجد صهريج "الغرسية" الذي يوجد بوسطه مرتفع كأنه جزيرة وسط الماء.
ويحيط بموقع هذه الحدائق سور يبلغ طوله تسع كيلومترات، مبني من الطين وتتخلله أبراج ، وبداخله مساحات واسعة تتضمن عدة ممرات تقسمها الى مساحات صغيرة ،و تحتضن كل منها أغراسا لأشجار مثمرة كالزيتون والبرتقال والمشمش والجوز واللوز والتين والرمان وغيرها.
ويعتبر تصميم حدائق أكدال انجازا رائعا في
تاريخ الحدائق العالمية ، وذلك بما تتوفر عليه من عشرات الأنواع من الأشجار
المثمرة وهذا ما يجعلها متنفسا للمدينة ،
و ملاذا لطالبي السكينة والراحة، كما تشكل
محطة استقطاب لمجموعة من الطيور النادرة.
وهي بذلك تعد اليوم أحد أقدم المعالم الأثرية بالعالم العربي الاسلامي، حيث تم تصنيفها منذ سنة 1985 . ( اليونسكو)تراثا عالميا من قبل منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة .
يتبع
انجاز احمد الوازي
.jpg "images+(45)")
