الاستماع الى ما تيسر من القران الكريم

top-bannner2-1

??? ???????

Post Top Ad

الثلاثاء، 24 مارس 2015

المآثر التاريخية لمدينة مراكش ج 1






                                                                               الجزء الاول - انجاز ذ.أحمد الوازي

marra2



  تكتسي المآثر التاريخية أهمية كبرى في إبراز التطور والتقدم الحضاري لكل امة ٬ كما تعكس الصورة الحقيقية للقدرات التي اكتسبها أهلها في مجال في الإبداع سواء المعماري منه او البيئي او غيره.
  و تعتبر مدينة مراكش إحدى أهم المدن المغربية التي نالت النصيب الأوفر من هذه المعالم التاريخية بفضل الدور الذي لعبته هذه المدينة في العصور السابقة خاصة وأنها كانت عاصمة للمغرب وممرا  للقوافل التجارية القادمة من جنوب الصحراء من جهة،  وملتقى للعلماء والأدباء وأهل الفقه والصلاح من جهة أخرى.
 وبذلك تبقى هذه المآثر التاريخية مصدر  اشعاع المدينة مراكش ، وعامل رئيسي في شهرتها في بقاع الدنيا، إذ  بفضلها أصبحت مراكش الوجهة السياحية الأولى بالمغرب والمدينة ذات الإشعاع العالمي . 
و تشير  المصادر التاريخية إلى أن  النواة الأولى لبناء مدينة مراكش كانت سنة 1070 م  وذلك قبل حلول المرابطين بها حيث تطورت  المدينة تحت حكم السلطان يوسف بن تاشفين (1061 – 1107)  لتصبح المركز السياسي والثقافي  للغربي الإسلامي أنداك.
إلا أن اتخاذ مراكش مرة أخرى عاصمة للموحدين بعد سقوط الدولة المرابطية سنة 1147م، جعل من المدينة مركز اشعاع ثقافي واقتصادي وسياسي وعمراني حيث قام أمراء هذه الدولة  ببناء وتشييد عدة معالم تاريخية لازالت تشكل مفخرة عصرهم متأثرين في ذلك بالحضارة الأندلسية التي أبدعت وتفننت في المجال المعماري والعمراني.
وبعد تدهور الدولة الموحدية استولى المرينيون القادمون من الشرق سنة 1269م على المدينة غير أن اتخاذهم مدينة فاس عاصمة لهم لقرب هذه الأخيرة من موطنهم الأصلي  قلص كثيرا من دور مراكش التاريخي وحولها إلى مركز ثانوي.
وفي سنة 1551م استعادت المدينة مكانتها كعاصمة للسعديين ( 1589م –1659م). و على عهدهم تم تشييد بنايات ومنشآت عمرانية جديدة ظلت إلى يومنا هذا شاهدة على تطور فن العمارة والبناء.

وفي عهد الدولة العلوية لقيت المدينة اهتماما خاصا وذلك من خلال إنشاء أحياء
ومعالم جديدة بها ، وأيضا من خلال ترميم معظم المآثر التاريخية  نظرا  لما تكتسيه من أهمية تاريخية  من جهة، وباعتبارها مصدر جذب وتطوير للسياحة الوطنية والعالمية أيضا.

وعموما تبقى مدينة مراكش من بين اكبر مدن المغرب الزاخرة بمعالمها التراثية  ومآثرها التاريخية والحضارية تجعل زائرها مندهشا من دقة وعظمة صانعها وما أبدعته أناميله من تحف فنية وعمرانية ظلت شامخة طيلة قون من الزمن، وتكفي الاشارة الى بعض هذه المعالم والتحف الفنية التي تشهد على هذه العبقرية والعظمة :


                                                         أسوار مراكش

4

تعتبر أسوار مراكش من أبرز المعالم التاريخية والعمرانية للمدينة وذلك لكونها ظاهرة بشكل ملفت للعيان وأيضا لأنها تلتف وتحيط بمعظم المدينة واخص هنا بالذكر المدينة القديمة التي أنشأت على عهد الدول السابقة .
وقد تضاربت أقوال  المؤرخين حول تاريخ بناء هذه الأسوار ، إلا إن معظمهم يرجح ذلك إلى ما بين 1126 و1127م، وبالضبط في عهد الدولة المرابطية.
   
ويقدر الجغرافي الإدريسي طول هذه الأسوار المرابطية بحوالي تسع كيلومترات ، إلا أنه في عهد الدولة الموحدية  لقيت هذه الأسوار عناية خاصة على يد الخليفة يعقوب المنصور الذي عمل على تقوية نسيج المدينة وتحصينها بتقوية الأسوار و بناء القصبة التي كانت مقر الحكم أو مدينة المخزن، وذلك على غرار مدن أخرى في الغرب الإسلامي، كما عمل على دعم القصبة بعدة أبواب اندثر بعضها ولم يبق منها إلا باب أگناو ، وهو الباب الرئيسي للقصبة الموحدية والذي ينفرد بشكله عن باقي الأبواب من خلال قوسه التام المتجانس الأطراف، وزخرفته الرفيعة.
وتشير الروايات التاريخية أن بناء هاته الأسوار كانت تتم بواسطة التراب المدكوك أو ما يصطلح عليه باسم '' الطابية ''  محليا أو "اللوح" أو''تالواحت'' نسبة إلى الاستعمال الرئيسي للألواح التي كان يتم بها البناء إضافة إلى استعمال الأحجار الكبيرة في الأساسات .

                                                             قصر البديع

17

يعد القصر البديع بمراكش من روائع الهندسة المعمارية بالمغرب، وأحد منجزات  السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي (1603-1578). 
وتشير المصادر التاريخية أن عملية بنائه انطلقت  شهورا قليلة بعد تولية السلطان الحكم وانتصاره الباهر على البرتغاليين في معركة وادي المخازن عام 1578م. واستمرت دون انقطاع لمدة 16 سنة. وتشير المصادر أيضا الى أن السلطان قد جلب لبنائه وزخرفته أمهر الصناع والمهندسين المغاربة والأجانب حتى أن بعض المؤرخين والجغرافيين القدامى قد اعتبروه من عجائب الدنيا ..
وقد اختار أحمد المنصور الزاوية الشمالية-الشرقية للقصبة  لبناء هذا القصر الذي كان يخصصه لإقامة الحفلات وتنظيم الاستقبالات الرسمية.
هذا وبالرغم من أن القصر يوجد حاليا في حالة خراب، فان هناك بعض المصادر التاريخية تشير إلى أن القصر كان محاطا بسور مدعم في زواياه الأربعة بأبراج وأن الولوج إليه كان يتم عبر عدة أبواب تتواجد الرئيسية منها بالجهة الجنوبية الغربية.
وكان التصميم العام لهذه المعلمة يتميز بتوزيع متناسق للبنايات حول ساحة مستطيلة الشكل . يتوسط هذه الأخير  صهريج كبير طوله 90 مترا وعرضه 20 مترا وأربعة صهاريج أخرى جانبية تتخللها أربع حدائق. إن أهم ما يميز قصر البديع كثرة الزخارف وتنوع المواد المستعملة كالرخام والتيجان والأعمدة المكسوة بأوراق الذهب والزليج المتعدد الألوان والخشب المنقوش والمصبوغ والجبس.
وعلى الجنبات الطويلة للساحة تمتد عدة أجنحة مستطيلة تنفتح بواسطة أقواس لم يتبق منها إلا أطلالها. ومن بين أهمها تذكر المصادر قاعة الذهب، وقاعة البلور وقاعة الخيزران . أما القاعة الخمسينية التي كانت تستعمل كقاعة للاستقبالات فلا زالت قائمة بالجهة الشرقية بالقرب من المدخل الرئيسي للقصر.
إلا أن هذه المعلمة البديعة تعرضت للهدم سنة 1696م حيث انمحت جل الزخارف التي كانت توشح جدرانه وسقوفه وأرضيته، كما تشير الروايات التاريخية أن جل هذه الزخارف و العناصر المزينة للقصر تم استغلالها في زخرفة القصور والبنايات بالعاصمة الجديدة مكناس وذلك بعد سقوط الدولة السعدية.

           
                                                             مسجد الكتبية

1

يعد مسجد الكتبية  من المعالم الإسلامية الراسخة وأحد أهم المآثر التاريخية والعمرانية المميزة. في تاريخ المغرب ،يتوسط الجامع مدينة مراكش وذلك بتوقعه  بالقرب من ساحة جامع الفنا.
يعود أصل اسم الكتبية إلى"الكتبيين"،  وهي  مهنة مزدوجة: الكتبة-الخطاطون الذين عملوا بجواره.
أما عن بناء هذا الجامع فتشير المصادر التاريخية  أن عملية البناء تمت في في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي والذي أمر ببنائه الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي الكومي سنة 1147م .

يقول صاحب الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية: " فبنى عبد المومن بدار الحجر مسجدا آخر، جمع فيه الجمعة، وشرع في بناء المسجد الجامع، وهدم الجامع الذي كان أسفل المدينة الذي بناه علي بن يوسف..."وقصر الحجر، كان موقعه- كما يظن – حيث قبر يوسف بن تاشفين الآن.

ويذكر عبد الله علي علام في كتابه الدولة الموحدية في عهد عبد المومن، ص374-375 أنه: " كان بناء هذا المسجد عقب فتح مراكش مباشرة سنة 541هـ. ( من طرف الموحدين ). وبهذا يعتبر مسجد الكتبية الأول المسجد الثاني...أما مسجد الكتبية الآخر فيشير إليه صاحب الاستبصار الذي يذكر أن عبد المومن حول الجزء الباقي من قصر الحجر إلى مسجد ثاني ورفع بين المسجدين المنار العظيم، الذي لم يشيد في الإسلام مثله. ثم أكمله ابنه يوسف بن عبد المومن. وقد بني المسجد الثاني بالكتبية في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة من الهجرة....وصومعة مسجد الكتبية بدئ فيها في عهد عبد المومن بن علي، ثم أتمها حفيده يعقوب المنصور. وكانت المثال الذي احتداه بناة صومعتي الرباط واشبيلية.."

ويعتبر جامع الكتبية  من روائع فن العمارة الاسلامية،  و يشغل ومسجد الكتبية مساحة 5300 متر مربع وفيه 17 جناحًا و11 قبة مزدانة بالنقوش، وبداخله كانت تعلن قرارات السلاطين المهيبة وجرت كبريات الأحداث. وتبقى ومئذنة الجامع المزخرفة في أجزائها العليا بإفريز خزفي مطلي بلون الفيروز منارة ساطعة في جبين المسجد و رمزًا للمدينة. أما منبر الكتبية الجليل فهو مزوّد بنظام آلي للحركة يعتبر من روائع فن النجارة الإسلامية. وقد صنع هذا المنبر في قرطبة في بداية القرن الثاني عشر بطلب من الأمير المرابطي علي بن يوسف بن تاشفين من أجل الجامع الذي انتهى من بنائه في مراكش. وقدتم نقل المنبر إلى الكتبية نحو سنة 1150م.



                                                                القبة المرابطية

25

تعتبر «القبة المرابطية من أقدم معالم مراكش الأثرية على الإطلاق، إذ يعود تاريخ بنائها إلى القرن الحادي عشر، في عهد السلطان علي بن يوسف المرابطي (1106 – 1143 م). وكان السلطان علي قد شيدها لكي تكون دار وضوء للمصلين الذين كانوا يقصدون جامع بن يوسف، الذي بناه السلطان نفسه، الذي كان قد ورث الحكم عن والده يوسف بن تاشفين، أمير المرابطين ومؤسس مراكش».

و تقع القبة المرابطية بالجهة الجنوبية لساحة بن يوسف بالمدينة القديمة، حيث كشفت الحفريات التي أجريت بقلب المدينة ابتداء من سنة 1948م على إحدى البقايا النادرة للعمارة الدينية المرابطية بمراكش تمثل ملحقة لمسجد علي بن يوسف الذي هدمه الموحدون بعد استيلائهم على المدينة حوالي 1130م. ويعزز هذا الطرح نقيشة غير واضحة تعلو القبة، كشف بعض الباحثين أن الإسم المنقوش عليها هو إسم السلطان علي بن يوسف .

يرتفع بناء «القبة» وسط صحن محاط بـ19 ميضأة عمومية، كانت مطمورة تحت أمتار من الأنقاض والخرائب، ولم تتم إزالة الأتربة عنها إلا في منتصف القرن الماضي. وتضم «القبة»، التي تتميز بمخططها المستطيل، وطولها البالغ 7 أمتار ونصف المتر، وعرضها الذي البالغ 5 أمتار ونصف المتر، وعلوها الذي يبلغ 12 مترا، ومستويين متمايزين بوضوح، يفصل بينهما، على ارتفاع 5 أمتار، شريط زخرفي رقيق أملس وقليل البروز، وتتكون الزوايا الخارجية للمستوى الأول من 4 دعائم متينة.



ويتوسط «القبة» صهريج للوضوء يحيط به مجرى لتصريف المياه المستعملة. وقد كشفت الحفريات عن 4 صهاريج أخرى تعلو الصهريج الأول، كل واحد كان يمثل طبقة أرضية جرى الاستغناء عنها. وتتميز عمارة «القبة» بتشكيلة جد متنوعة من الأقواس جاءت في حلة متناسقة تنم عن مدى حنكة وبراعة مهندسيها، ناهيك عن زخرفتها التي أكسبتها مظهرا جماليا فريدا، ساهم فيها التوريق والكتابة والتسطير لتشكل، بذلك، لوحة متناهية الدقة والتوازن.



هذا و يعتبر تصميم هذه المعلمة من المميزات التي أكسبتها سمة التفرد،حيث برع مشيدوها في إعطائها شكلا مستطيلا، تحمل الواجهات الخارجية للقبة نقوشا غنية تمثل أقواسا وأشكالا تحاكي نجمة سباعية يزين مدخلها من جهتي الشمال و الجنوب قوسان مزدوجان على شكل حدوة  فرس، و من جهتي الشمال و الشرق قوسان مفصصان .

                                                                        الجزء الاول- انجاز ذ.أحمد الوازي

Post Top Ad

???????