للحدائق العامة والخاصة والمساحات الخضراء دور اساس في الحفاظ على سلامة البيئة وتحقيق التوازن البيئي امام ما اصبح يهددها من ملوثات وغازات سامة كان لها الاثر السلبي على البيئة والانسان وغيره من الكائنات الاخرى.
لذلك اتجه اهتمام الانسان منذ مدة الى تسخير كامل العناية والاهتمام بسلامة البيئة والحفاظ عليها وجعلها متنفسا يلجأ اليها كلما أحس بالضجر او السأم، او حن الى الطبيعة موطن آبائه وأجداده.
وكان من بين هذا الاهتمام قيامهم بخلق حدائق ومتنزهات في كل مكان كان يحس فيه الانسان باهمال في العناية بالطبيعة.
والمغاربة منذ القذم مولوعون
بمجال الطبيعة والحفاظ على البيئية لدرجة انهم جعلوها جزء لا يتجزأ من عملهم
اليومي، ويتجلى ذلك واضحا في اقدامهم على انشاء حدائق ومتنزهات ويساتين جماعية
وفردية ، ولم يكن يخلو بيتا من البيوت من هذه الحدائق (الرياضات) ، بل وكانت حتى
البيوت الصغيرة تعرف هذا النشاط البيئي من خلال اهتمام اصحابها بجلب النباتات
ووضعها داخل أوعية من التراب أو غيره .
وهكذا ظلت الحدائق بالمغرب على مر التاريخ من ابزز مكونات الاهتمام بالطبيعة وبالمجال البيئي، ووجها مشرقا على تطور الحضارة المغربية، بالاضافة الى قيمتها التاريخية والحضارية.
ومدينة مراكش كغيرها من المدن المغربية عرفت اهتماما كبيرا بهذا المجال، وكانت النتيجة ان عرفت انشاء عدة حدائق وبساتين ظلت الى يومنا هذا معلمة من المعالم الشاهدة على رقي الانسان المغربي، وعلى القيمة الحضارية والجمالية التي تعكسها هذه الحدائق بما تحتويه من نباتات و أزهار وأشجار ، وترسم صورة لتكامل الإبداع الإنساني والذوق الفني مع الطبيعة.
وتشير الروايات الى ان مدينة مراكش عرفت اهتماما خاصا من طرف الدول التي تعاقبت على حكم المغرب بإنشاء الحدائق،وجعلها من الاولويات الى جانب الحكم،. وقد ساعدت طبيعة المغرب ومناخه المتوسطي على بقاء هذه الحدائق مخضرة محتفظة بشكلها وأنواع النباتات الموجودة بها، تحكي للزائر جانبا من تاريخ المغرب، لتؤكد أن تاريخ المدن كتب أيضا عبر الحدائق والبساتين.
وتزخر كتب المؤرخين بالكثير من الروائع والذكريات عن هذه الحدائق وقصصها وتاريخ إنشائها وما حدث داخلها من أحداث وقصص ومعارك ، ومن بين هذه الحدائق التي عرفت شهرة تاريخية واسعة داخل مدينة مراكش حديقة ''جنان أكدال'' و '' المنارة''و''عرصة مولاي عبد السلام'' و''عرصة مولاي المامون ''و'' عرصة البيلك '' و''حديقة ماجوريل'' وغيرها .
الا انه للأسف ان بعض هذه الحدائق اندثرت اما بسبب الإهمال أ
والهدم، أو أنه تم تغيير معالمها أو تحويلها
إلى مباني ومنشآت اقتصادية جديدة.
وحقا فإن مراكش، التي تلقب بـ«المدينة الحمراء»، تعطي انطباعا لكثرة الحدائق التي توجد فيها أنها جديرة بلقب آخر.. هو «المدينة الخضراء»، فهي على الرغم من أن الشمس تسكن سطحها وسماءها على مدار السنة، فإن حدائق وعرصات «البيلك» و«المنارة» و«أكدال» و«ماجوريل» و«مولاي عبد السلام» ظلت تثير التعجب والحيرة لدى كل من يؤمن بأن الشمس مرادف للجفاف والأرض الجرداء القاحلة. ولعل ما يميز حدائق مراكش أن لكل حديقة تاريخها الخاص الذي يميزها عن الحدائق الأخرى
وسنتطرق بالتفصيل لبعض هذه الحدائق
حدائق أكدال
حدائق المنارة
حديقة ماجوريل
يتبع
من انجاز : احمد الوازي